يعد مدفع رمضان ورغم قلة الاعتماد عليه، من العادات الجميلة التي عرفها أهالي المدينة المنورة منذ عشرات السنين لارتباطة بدخول شهر رمضان المبارك، ومصاحبته آذان المغرب للإعلام بالإفطار وقبل السحور، وكذلك عند ثبوت رؤية هلال شوال معلنا عن حلول عيد الفطر، وكذلك عند حلول عيد الأضحى.
ويطلق المدفع ذخائر صوتية ناجمة عن عملية انفجار البارود واحتراقه داخل فوهة المدفع، حيث ينطلق الصوت ليسمع في أرجاء المدينة المنورة، إذ خصصت شرطة المنطقة أفرادا متخصصين للعناية به، وتجهيزه وتهيئته وصيانته وتنظيفه منذ وقت مبكر وطيلة الشهر الكريم. وأوضح الباحث التاريخي فؤاد المغامسي، أن مدفع رمضان ورغم ما عرفته المدينة من تغييرات وتطورات على مختلف المستويات، إلا أنه من أجمل المظاهر المنتظرة في شهر رمضان التي تناقلتها الأجيال.
وبين أن الروايات التاريخية اختلفت حول أصل ظهور مدفع رمضان، فهناك رواية تقول أن أول مدينة انطلق منها مدفع رمضان كانت القاهرة، بعد ذلك انتشرت هذه العادة في عدة مدن إسلامية، ومن تلك المدن المدينة المنورة ومكة المكرمة. وذكر المغامسي أن المدفع ارتبط بعدد من المواقع في المدينة المنورة، ومع وجود التقنيات الحديثة تم تحديد موقع جبل سلع فقط.